خـطـوَات إنـشـاء مَـزارع الأشـجَـار
عِندَ إنشاء مَزارِع الأشجَار، يُرَاعَى في عَملِهَا الخطوَات التالية:1
/ الـمَـوقِـع:-------------يَجبُ أنْ يَكونَ مَوضِعُ المَزرَعَة في وَادٍ عَريضٍ أو سَهل، عَلى أنْ يَكونا مَحفوظيْنِ مِنَ الرّيَاح الشدِيدَة لأنّ هَذا الحِفظ ضرُوريٌ للأشجَار أكثر مِن الخُضار، فكثيراً مَا تتسَبّبُ الرّيَاح في سُقوط الثمَار عَلى الأرض وتلفِهَا.ويُرَاعَى أنْ يَكونَ المَوقِعُ قريباً مِنَ المَدينة، مُتصِلاً بالطريق المُعَبّدَة، لتسهيل نقل المَحاصيل إلى الأسوَاق توفيراً لمَالِ وجُهدِ وَوَقتِ المُزَارِع.
2 / الإتـجَـاه:-------------إذا كانتِ المَزرَعَة في مَنطِقةٍ جَبليّةٍ فينبغي أنْ يَكونَ اتجَاهُهَا مَحفوظاً مِن الظوَاهِر الجَوّية الضّارّة، فالجهَة الشّمَاليّة تكونُ رِيَاحُهَا بَارِدَة وهيَ توَافِق البلدَان الحَارّة، وتكونُ رِيَاح الجهَة الجَنوبيّة حَارّة وهيَ توَافِق البلدَان البَاردَة، وتكونُ رِيَاح الجهَة الشرقيّة جَافة وهيَ توَافِق البلدَان الرّطبَة، بينمَا تكونُ رِيَاح الجهَة الغربيّة رَطبَة وهيَ توَافِق البلدَان الجَافة.3
/ الـتـربَـة:------------يَجبُ أنْ تكونَ التربَة مُوَافِقة للإقليم، فالتربَة الطينيّة الرّطبَة لا تناسِبُ الأشجَار في البلادِ البَارِدَة لأنهَا تتسَبّبُ في كثرَةِ أغصَانهَا وأورَاقِهَا وقلةِ أزهَارهَا بالإضَافةِ إلى كثرَةِ مَائيّةِ ثِمَارهَا وقلةِ طعمِهَا بَينمَا هيَ تصلحُ للأشجَار في البلادِ الحَارّة خصُوصاً إذا عُولِجَتْ بالحَرث المُتكرّر والسّمَاد الكثير.والتربَة الرّمليّة توَافِقُ بَعضَ الأشجَار التي تتطلبُ خِفة التربَة ورَشح الرّطوبَة كأشجَار النخيل والمَوز كمَا أنهَا تصلحُ خاصّة لمَشاتِل الأشجَار.أمّا التربَة الكِلسيّة فهيَ توَافِقُ أشجَار التين والعِنب إلاّ أنّ زيادَة الكِلس عَن حَدّهِ الطبيعيّ يُسَبّبُ مَرَض الاصفِرَار في الأشجَار والكرُوم.4 / الـسِّـيَـاج:-------------تحَاط المَزرَعَة بأحَدِ أنوَاع الأشجَار الشائِكة حِفاظاً عَليهَا مِن عَبَثِ الحَيوَانات وتسَلط اللصُوص، بالإضَافةِ إلى غرس أشجَارٍ بَاسِقةٍ في الجهَةِ التي تهُبّ مِنهَا الرّيَاح الشدِيدَة.
5 / الـمَـاء:-----------يَجبُ أنْ تكونَ الأرضُ وَافِرَة المِيَاه لأنهُ مِن الضّروريّات الأسَاسيّة للزّرَاعَةِ بشرطِ أن يَكونَ: نقيّاً - مُعتدل الحَرارَة - لا يَحتوي عَلى مَوَادّ عُضويّة أو أملاح مَعدنيّة ضَارّة بالصّحّة. عَلى أن يُخزّنَ المَاء أوّلاً في خزّانٍ مُرتفعٍ عَن سَطح الأرض ثمّ يَسيلُ مِنهُ إلى السّاقيَة الرّئيسيّة ومِنهَا إلى السّوَاقِي الفرعيّة التي تصُبّ في أحوَاض المَزرَعَة.ويُفضّلُ أن تحتوي المَزرَعَة عَلى أكثر مِن بئرِ مَاءٍ وَاحِدَةٍ لِضَمَان استِمرَاريّة الرّيّ عِندَ تعَطل أحَدِ الآبَار لأيّ ظرفٍ مِنَ الظرُوف.
6 / الـمِـزبَـلـة:--------------هيَ مِنَ المُتطلبَاتُ الضّرُوريّة الوُجُود في المَزرَعَة لِضَمَان توَفر الأسمِدَة العُضويّة المُختمِرَة التي هيَ جُزءٌ رَئيسيٌ مُهمّ لتسميدِ المَزرُوعَات.وتتكوّنُ المَزبَلة مِن حُفرَةٍ كبيرَةٍ ذاتَ سَطحَيْن مُنحَدِرَيْن نحوَ وَسَطِهَا مَرصُوفة الأرض والجدرَان بالأحجَار، مَحفورٌ في مَركزِهَا حُفرَة عَميقة ليَسيلَ إليهَا مِنَ الجهَتيْن المُنحَدِرَتين المَائِع الأسوَد الذي في الزّبَل ( المُؤلف مِنَ القشّ والتبن المُحتوي عَلى رَوثِ وبَولِ الدّوَاب بالإضَافةِ إلى مَاءِ المَطر الهَاطِل عَلى المَزبَلة ) فيَجتمِعُ فيهَا.ويَنبغي أن يُكوّمَ الزّبَل عَلى هَيئةِ طبَقاتٍ مَرصُوصَةٍ جَيّداً مَع سَقيهَا صَيفاً بالمَاء ( عِندَ انقِطاع هُطول الأمطار ) مَرّة وَاحِدَة أسبُوعياً ليُحَافِظ الزّبَل عَلى رُطوبَتهِ ويَكونُ مُتهَيّئاً لفِعل الاختِمَار الذي يَتمّ بفِعل بَكتيريَا خاصّة مَع تأثير الحَرارَة والرّطوبَة فيهِ فتنقلبُ المَوَادّ العُضويّة التي فيهِ إلى مَادّةٍ تسَمّى الدّبَال ( وهيَ الفاعِلُ الأصليّ في إخصَابِ الأرض وإصلاحِ خوَاصّهَا ) عَلى أن يُغطى الزّبَلُ بالترَابِ لئلا تضيعَ غازاته النافِعَة كالنيتروجين وحَامض الكربُونيك مَع ضَرُورَة خلط طبَقات الزّبَل ببَعضِهَا البَعض جَيّداً مِن حِينٍ لآخر حَتى يَتسَاوَى الاختِمَارُ في أرجَائِهَا.
7 / الـمَـشـتـل:--------------هُوَ المَكان الذي يَتمّ فيهِ توليد وتربيَة الشّجَيْرَات والنبَاتات. وتكونُ مَسَاحَتهُ كبيرَة إذا كانَ الغرَض توْليد الشتلات بكِميّاتٍ تجَاريّة، أو يَِكون صَغير المَسَاَحة إذا كانَ الإنتاج يَخصّ احتيَاج المَزرَعَة فقط.ويَنبغي تهيئة أرض المَشتل بالحَرث العَميق والتمشِيط والتنظِيف والتسميد مَع تقسيمهَا إلى أحوَاض أو خطوط ( حَسبَ الحاجَة ) لتكونَ مُهيّأة لتوليدِ الشتلات وتكثيرهَا.
8 / تـهْـيـئـة الأرض:--------------------تنقبُ الأرضُ عَلى هَيئةِ حُفرٍ عَميقة بأيْدِي العُمّال أو بالآلات، أو تحرَثُ بالمَحَاريث. وبَعدَ نقبِ الأرض أو حَرثِهَا تسَمّدُ وتمَشّط وتنظف مِنَ الحَشائِش والأعشاب الضّارّة وبذلكَ تكونُ المَزرَعَة مُهَيّأة لِغرسِ شتلاتِ الأشجَار.
الـتـقـلـيــم:-----------هو من أهمّ الأعمال التي تحتاجها الأشجار ( بالإضافة إلى العَزق وقلع الحشائش والأعشاب والتسميد والسّقي )، وذلكَ بأن يُقرط ويُطرح من أغصان الشجرة وفروعها كلّ ما كانَ زائداً عن لزومها ومُضرٌّ بحُسن إثمارها.الـغـايـة مـن الـتـقـلـيـم:-----------------------
1- الحصولُ على شجرٍ يُعطي كلّ عام ثماراً جيّدة بمقادير مُقننة.
2- إعطاءُ الشجرة شكلاً هندسياً مُنتظماً ومُتناسـباً مع المكان الذي تشغله.أهـمّـيـة الـتـقـلـيـم:-------------------إذا تركتْ الأشجار دون تقليم فإنها تعلو وتضخُم وتشتبكُ فروعها وأغصانها فيمتنع دخول الضّوء والهَواء من خلالها فتصبح أشبه ما تكون بأشجار الغابات، ولربما هبّتْ عاصفة شديدة فتكسّر فروعها وأغصانها فتجفّ أو يعتريها مرض أو هرم فتموت. فكلّ هذه الأسباب تفضي إلى ضَعف الشجرة وانصراف النسغ ( الماء القادم من الجذور ) عن الثمار إلى الأعضاء التي لا نفع لها بالإضافة إلى سريان الهرم من الطالح إلى الصّالح. ولكن عند تقليم الأشجار ببترِ ما عليها من الفروع والأغصان الزّائدة والمُشتبك بعضها ببعض والضّارة برفيقاتها وكذلك اليابسة والمُهترئة والمُنكسرة مع فتح جوف الشجرة على شكل الأقداح لينالَ كلّ جُزء منها حَظهُ من الضّوء والهَواء فإنّ النسغ ( الماء القادم من الجذور ) ينصرفُ عندئذٍ إلى الأغصان والفروع الجيّدة الباقية فيقوّيها ويجعلها تحملُ أغصاناً وثماراً جيّدة كما أنّ شكل الشجرة يتجدّد فتظهر بحلـّة قشيبة.
زمـن الـتـقـلـيـم:----------------
أولاً / الـتـقـلـيـم الـشـتـوي:يكونُ للأشجار الكبيرة وفي الأقسام المُتخشبة اليابسة منها لأنها لا تقلم إلاّ في أيام الشتاء وأواخرهِ حينما يكونُ النسغ هادئاً. وباستثناء دَوالي العنب المُحتاجة إلى التقليم دائماً لا توجد حاجة إلى تكرار تقليم الأشجار الكبيرة كلّ عام، ولئن تمّ التقليم بإتقانٍ فإنه يكفي الشجرة كلّ ثلاثة أو أربعة أعوام مرّة واحدة.
ثـانـيـاً / الـتـقـلـيـم الـصّـيـفـي:يكونُ للشتلات الصّغيرة وفي الأقسام الخضراء الغضّ منها. وهو يختص بإزالة الترابين ( الأفراخ ) الغضّة التي تنبت كثيراً خلال الصّيف حولَ سيقان الغِراس الصّغيرة وذلكَ لينصرفَ النسغ ( الماء القادم من الجذور ) إلى السّيقان فتطولُ وتعلو.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق